قمة مرتقبة بين أمريكا وروسيا- تأثيرها على النفط، الأسهم والعملات الرقمية

作者:بلومبرغ2025年08月21日
قمة مرتقبة بين أمريكا وروسيا- تأثيرها على النفط، الأسهم والعملات الرقمية

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً، في حين شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً، مدفوعة بالتكهنات التي تشير إلى أن اجتماعاً مرتقباً بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي قد يعزز بشكل كبير فرص إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا وزيادة إمدادات النفط الخام إلى الأسواق العالمية.

وقد صعدت عقود الأسهم الأوروبية ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تقدر بنحو 0.2%، بينما انزلقت أسعار النفط بنسبة 0.5%، مسجلة بذلك التراجع السابع في غضون ثمانية أيام فقط، كما هبطت أسعار الذهب أيضاً، وذلك في ظل ترقب الأسواق للقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة. وتأرجحت الأسهم الآسيوية نحو الارتفاع بنسبة 0.3%، في حين تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%. ولم يشهد التداول الفوري على سندات الخزانة الأمريكية في الأسواق الآسيوية نشاطاً ملحوظاً بسبب العطلة الرسمية في اليابان.

وشهدت عملة بيتكوين قفزة ملحوظة بنسبة 3.2% لتتجاوز حاجز 122 ألف دولار، مقتربة بذلك من تسجيل مستوى قياسي جديد. كما ارتفعت أسهم شركات الليثيوم الآسيوية، في حين تراجعت معظم أسهم شركات الرقائق الإلكترونية.

ترقب القمة الروسية الأمريكية يسيطر على الأسواق


وفي هذا السياق، أشارت هيبي تشين، محللة الأسواق في "فانتاج ماركتس" (Vantage Markets) في سيدني، إلى أن "رد الفعل الأولي من أسواق السلع، والذي يتمثل في تراجع أسعار الذهب والنفط، يعكس بشكل واضح ميل المستثمرين نحو التفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في المحادثات المرتقبة هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا. وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، فمن شأن ذلك أن يعزز حالة التفاؤل في الأسواق بشكل كبير، وقد يشكل نقطة تحول تاريخية في مسار العلاقات الدولية".

وتستمد الأسواق المالية دعماً قوياً من الاحتمالات المتزايدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، وذلك بعد النشاط الدبلوماسي المكثف الذي شهدته عطلة نهاية الأسبوع. وتسعى الدول الأوروبية جاهدة إلى عقد محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل لقائه المرتقب في ألاسكا. وكان الرئيس ترمب قد هدد في وقت سابق بفرض عقوبات وغرامات مالية على الدول التي تقوم بشراء النفط من روسيا، مثل الهند، الأمر الذي دفع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إجراء اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وعدد من القادة العالميين الآخرين.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية المكثفة، حيث اجتمع مستشارو الأمن القومي من أوروبا وأوكرانيا والولايات المتحدة في المملكة المتحدة، وحققوا تقدماً ملموساً نحو إنهاء العمليات القتالية. وجاءت هذه المباحثات في أعقاب اتصال هاتفي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بالإضافة إلى نشاط دبلوماسي واسع النطاق بين زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين.

تذبذب في سعر النفط اليوم


تراجع سعر خام برنت إلى نحو 66 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 4.4% خلال الأسبوع الماضي، في حين بقي سعر خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 63 دولاراً للبرميل. ومن المتوقع أن يؤدي التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا إلى إنهاء العقوبات المفروضة على الإمدادات الروسية من النفط.

وفي هذا الصدد، صرح جون وودز، الرئيس التنفيذي للاستثمار في آسيا ورئيس حلول الاستثمار لدى "لومبارد أودييه" (Lombard Odier)، قائلاً: "إذا تم التوصل إلى حل إيجابي للأزمة الأوكرانية، أعتقد أن معنويات السوق سوف تتحسن بشكل ملحوظ. وإذا ما عم السلام في أوروبا، فإن علاوة المخاطر المضافة إلى أسعار النفط، على سبيل المثال، سوف يُعاد تقييمها أو تخفيضها على الأقل".

بيانات اقتصادية مهمة على رادار المستثمرين


بالإضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون هذا الأسبوع أيضاً مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة، إلى جانب الموعد النهائي المحتمل لتمديد الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية، مع التركيز بشكل خاص على تقرير التضخم الأمريكي المرتقب.

كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع أيضاً صدور بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الصين، وذلك بعد أن أظهرت مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين الصادرة خلال عطلة نهاية الأسبوع استمرار ضعف الطلب. ويترقب المتعاملون أيضاً إعلاناً رسمياً بشأن تمديد المهلة المحددة في 12 أغسطس للمفاوضات حول الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية.

توقعات بتمديد الهدنة التجارية


وفي هذا السياق، صرح كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في "بيبرستون" بميلبورن، قائلاً: "الأسواق مقتنعة تماماً بأنه سيتم تمديد الهدنة الجمركية لمدة 90 يوماً أخرى".

وفي سياق منفصل، ذكر محللو بنك "جولدمان ساكس" أن الشركات الأمريكية قد تحملت حتى الآن الجزء الأكبر من تكاليف الرسوم التي فرضها الرئيس ترمب، ولكن من المتوقع أن يتحول العبء بشكل متزايد إلى المستهلكين.

وفي الوقت نفسه، تصدرت عملة إيثريوم (ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم) موجة ارتفاعات واسعة في أسعار أصول التشفير المختلفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مدعومة بالطلب المتزايد من المستثمرين المؤسسيين والشركات على حد سواء.