تمديد الهدنة الجمركية الأمريكية الصينية و ترقب بيانات التضخم يؤثر على الأسواق الآسيوية

作者:بلومبرغ2025年08月20日
تمديد الهدنة الجمركية الأمريكية الصينية و ترقب بيانات التضخم يؤثر على الأسواق الآسيوية

شهدت الأسواق الآسيوية انتعاشاً ملحوظاً في حركة الأسهم، مدفوعة بالاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تمديد الهدنة الجمركية، الأمر الذي بث روحاً من الإيجابية والتفاؤل في أوساط المستثمرين. هذا الاتفاق المؤقت أزاح جانباً من الضغوط والقلق الذي خيم على الأسواق، وذلك قبيل صدور تقرير بالغ الأهمية حول معدلات التضخم في الولايات المتحدة، والذي يُعتبر بمثابة البوصلة التي ستوجه قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة المستقبلية.

وقد تجسد هذا التحسن في الأداء بارتفاع مؤشر "إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ" بنسبة تقدر بنحو 0.5%، في حين حقق مؤشر "نيكاي 225" قفزة نوعية ليصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وذلك بعد عودة المستثمرين اليابانيين من عطلة يوم الاثنين. وعلى صعيد الأسهم الصينية، فقد سجلت الأسهم في بورصة شنغهاي ارتفاعاً بنسبة 0.3%، بينما حافظت الأسهم في هونج كونج على استقرارها. وفي المقابل، شهد الين الياباني تراجعاً أمام الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي، في حين ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.3%.

تتجه الأنظار بشكل خاص نحو الأسهم الصينية، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتمديد تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً إضافية، أي حتى أوائل شهر نوفمبر القادم. هذا القرار يزيل عقبة كبيرة كانت تعيق تقدم الأسواق، ويقلل من حالة عدم اليقين التي كانت تسيطر عليها. وفي الوقت الحالي، تتجه الأنظار إلى البيانات الاقتصادية، سعياً وراء إشارات ودلائل حول التأثير الفعلي للرسوم الجمركية على الأسعار، وما إذا كانت ستؤثر على قرارات الفيدرالي في اجتماعه المرتقب في شهر سبتمبر.

وفي هذا السياق، صرح سيب مولينز، رئيس إدارة الأassets المتعددة والدخل الثابت في شركة "شرودرز" بأستراليا، قائلاً: "في الوقت الراهن، تبدو الأسواق متفائلة بإحراز تقدم في تمديد مهلة 12 أغسطس، إلا أن هذا الأمر ليس مضموناً على الإطلاق، ولم يتم التوقيع على أي اتفاق رسمي حتى الآن. ومن المرجح أن تعود قضية التجارة مع الصين إلى الواجهة مجدداً، وهو ما سيكون له تأثير بالغ على إجمالي الرسوم الأمريكية".

إن قرار ترمب بتمديد تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية يساهم بشكل كبير في استقرار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث وقّع أمراً رسمياً بتمديد الهدنة حتى 10 نوفمبر، مؤجلاً بذلك زيادة كانت مقررة يوم الثلاثاء.

إشارات إيجابية من قطاع التكنولوجيا

الجدير بالذكر أن حالة التهدئة بين البلدين قد بدأت عندما اتفقت واشنطن وبكين على تقليص الزيادات الجمركية المتبادلة وتخفيف القيود المفروضة على تصدير مغناطيسات المعادن النادرة وبعض التقنيات الحساسة. وقد أكد ترمب في منشور له على منصة "تروث سوشال" أن "جميع بنود الاتفاق الأخرى ستبقى كما هي دون تغيير".

كما أسهمت خطوة شركة "ميكرون تكنولوجي" في تعزيز المعنويات في السوق، وذلك من خلال رفع توقعاتها للإيرادات والأرباح. بالإضافة إلى ذلك، أشار ترمب إلى أنه قد يسمح لشركة "إنفيديا" ببيع نسخة معدّلة من أحدث رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين. وقد انعكس هذا التوجه الإيجابي على أسهم شركات الرقائق في آسيا، حيث تصدرت شركتا "أدفانتست" و"سامسونج إلكترونيكس" قائمة الشركات الرائدة.

الترقب يسود بشأن بيانات التضخم الأمريكية

يتجه الاهتمام حالياً نحو بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها يوم الثلاثاء، والتي من المتوقع أن تُظهر ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار، وذلك بسبب قيام تجار retail برفع الأسعار تدريجياً على مجموعة واسعة من السلع الخاضعة لرسوم استيراد أعلى.

وفي هذا الصدد، صرح كريس لاركن من شركة "إي تريد" التابعة لـ"مورغان ستانلي" قائلاً: "قد يكون رد فعل السوق مبالغاً فيه تجاه أي مفاجآت في الأرقام، خاصة إذا جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين أعلى من المتوقع بشكل ملحوظ، الأمر الذي قد يدفع المتعاملين إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي قد لا يخفض الفائدة في اجتماعه القادم".

وبحسب متوسط توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت وكالة "بلومبرغ" آراءهم، فإنه من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة، بنسبة 0.3% في شهر يوليو.

وتشير أسواق المال إلى أن المتعاملين يتوقعون أكثر من خفضين للفائدة بحلول شهر ديسمبر، مع وجود احتمال يقارب 90% لخفض ربع نقطة مئوية في الشهر المقبل. كما أشار أحدث تقرير للوظائف إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل خلال الأشهر الماضية، في حين أبقى صانعو السياسة النقدية أسعار الفائدة دون تغيير في نهاية شهر يوليو.

وفي هذا السياق، صرح غارفيلد رينولدز، اإستراتيجي في "ماركتس لايف"، قائلاً: "تبدو الأسهم العالمية متوترة قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الثلاثاء، وذلك نظراً لاحتمال أن تؤدي البيانات إلى تغيير التوقعات بشأن خفض الفائدة، الأمر الذي ساهم في دعم الإقبال على المخاطرة في الولايات المتحدة وخارجها. وقد تواجه الأسهم الآسيوية معادلة مخاطر وعوائد أكثر صعوبة في ظل تردد المستثمرين المحليين".

مستجدات في القيادة الاقتصادية الأمريكية

أفاد مسؤولون في الإدارة الأمريكية بأن نائبي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ميشيل بومان وفيليب جيفرسون، ورئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، هم من بين المرشحين المحتملين لتولي منصب رئيس البنك المركزي في العام المقبل، في حين سيجري وزير الخزانة سكوت بيسنت مقابلات مع مرشحين إضافيين في الأسابيع القادمة.

كما قام ترمب بتعيين إي. جي. أنطوني، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "هيريتيج" المحافظة، لقيادة مكتب إحصاءات العمل، وذلك بعد إقالته رئيسة المكتب في وقت سابق من الشهر الجاري.

تطورات في أسواق السلع والسياسة النقدية العالمية

حافظت أسعار الذهب على خسائرها بعد تصريح ترمب بأن واردات المعدن النفيس لن تخضع للتعريفات الجمركية الأمريكية، بينما لا يزال المتعاملون ينتظرون توضيحاً رسمياً للسياسة بعد حكم فيدرالي صدر الأسبوع الماضي وأحدث حالة من الارتباك في السوق.

وفي أستراليا، يستعد البنك المركزي لإقرار ثالث خفض في أسعار الفائدة هذا العام يوم الثلاثاء، وذلك في ظل تراجع الضغوط التضخمية. ومن المتوقع أن تلتزم الحاكمة ميشيل بولوك بنهج حذر بشأن آفاق السياسة النقدية.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، قلّل ترمب من التوقعات بشأن اجتماعه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار مساعيه الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، واصفاً اللقاء بأنه "اجتماع استكشافي"، وأشار إلى أنه سيتشاور مع القادة الأوكرانيين والأوروبيين بعده.