تذبذب أسعار الذهب- ترقب السوق بعد قرار ترمب بشأن الرسوم الجمركية

بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن واردات الذهب لن تخضع للتعريفات الجمركية، ظلت أسعار الذهب محافظة على انخفاضها السابق. ومع ذلك، يترقب المستثمرون إصدار توضيحات رسمية حول هذه السياسة، وذلك تجنباً لحالة الاضطراب والغموض التي شهدها السوق في أعقاب القرار الفيدرالي الذي صدر الأسبوع الفائت.
في بداية التعاملات الآسيوية، استقر سعر الذهب الفوري عند مستوى 3,350 دولاراً للأونصة الواحدة، وذلك عقب تراجعه بنسبة 1.6% يوم الاثنين. وجاء هذا التراجع كرد فعل على إعلان ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "الذهب لن يخضع للتعريفات!". وبالمثل، ظلت العقود الآجلة للمعدن الأصفر في نيويورك متأثرة بالخسائر، حيث بلغت حوالي 2.5%.
في الأسبوع الماضي، أثارت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية دهشة المتداولين بقرارها المفاجئ بفرض رسوم جمركية على واردات سبائك الذهب. أدت هذه الخطوة غير المتوقعة إلى حدوث قفزة في العقود الآجلة في بورصة "كومكس" بنيويورك، حيث تجاوزت الأسعار الفورية المعيارية في لندن بأكثر من 100 دولار يوم الجمعة. وعلى الرغم من ذلك، تقلص هذا الفارق تدريجياً ليصل إلى حوالي 50 دولاراً.
آثار واسعة النطاق على حركة الذهب عالمياً
يحمل القرار الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على الذهب تداعيات جمة على حركة تدفقات السبائك على مستوى العالم، ومن المحتمل أن يؤثر على سلاسة تداول العقود الآجلة الأمريكية.
جدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أعفت المعدن النفيس من الرسوم الجمركية في شهر أبريل الماضي. ويشير الخبراء والمتعاملون إلى أنه إلى حين تتضح الرؤية بشكل كامل على المدى الطويل، ستظل أسواق المعادن الثمينة في حالة ترقب وانتظار حذر.
شهد سعر الذهب ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام، حيث تجاوزت الزيادة نسبة الربع، وتحققت معظم هذه المكاسب خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام. وكان هذا الارتفاع مدعوماً بالتوترات الجيوسياسية والتجارية المتصاعدة، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، بالإضافة إلى مشتريات ضخمة من قبل البنوك المركزية.
الدولار والسياسة النقدية وتأثيرهما المتبادل
وفي سياق منفصل، ارتفع سعر الدولار يوم الاثنين، وذلك تحسباً لصدور تقرير بالغ الأهمية حول التضخم الأمريكي يوم الثلاثاء، والذي من شأنه أن يقدم إشارات واضحة حول مسار السياسة النقدية التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة تشكل عاملاً سلبياً للذهب، كونه لا يدر عائداً. وفي المقابل، يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى زيادة تكلفة السلع المقومة به بالنسبة لأغلب المشترين.
أخذ المستثمرون في الاعتبار أيضاً قرار ترمب يوم الاثنين بتمديد الهدنة الجمركية على السلع الصينية لمدة 90 يوماً إضافية، حتى أوائل شهر نوفمبر. وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف المخاوف من تجدد الحرب التجارية، وبالتالي تقليل الطلب على الملاذات الآمنة.
في تمام الساعة (7:36) صباحاً بتوقيت سنغافورة، سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,348.54 دولار للأونصة. وفي المقابل، تراجع مؤشر "بلومبرغ" الفوري للدولار بنسبة 0.1%، بعد أن حقق مكاسب بنسبة 0.3% يوم الاثنين. كما شهد كل من الفضة والبلاديوم ارتفاعاً طفيفاً، بينما استقر سعر البلاتين عند مستوياته السابقة.