تباطؤ صعود الأسواق الناشئة بآسيا وسط ترقب بيانات أمريكية وتوترات تجارية

تشهد أسواق الأصول الناشئة الآسيوية حالة من التمهل والترقب يوم الجمعة، وذلك بعد فترة من الازدهار، حيث تزامنت هذه الفترة مع تصاعد حدة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لصدور البيانات الاقتصادية الحاسمة خلال الأسبوع المقبل.
أظهر مؤشر "بلومبرغ" لأسهم الدول النامية انخفاضًا طفيفًا، ومع ذلك، فإنه لا يزال يسير بخطى واثقة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 2.2%، وهي الأعلى له منذ شهر يونيو. وفي المقابل، حافظ مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة على استقراره دون أي تغيير ملحوظ، مع تسجيله مكاسب أسبوعية بنسبة 0.6%، مدعومًا بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي.
وفي خضم هذه الأجواء، يراقب المستثمرون الوضع بحذر شديد مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والهند، بالإضافة إلى التلميحات الصادرة من دونالد ترمب بشأن احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا في وقت مبكر من اليوم الجمعة.
وفي تصريح له، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن فرض رسوم جمركية على الصين لا يزال "مطروحًا على الطاولة" بسبب شرائها للنفط الروسي، في حين من المتوقع أن تختبر البيانات الاقتصادية التي ستصدر الأسبوع المقبل رهانات السوق على توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تبني سياسة التيسير النقدي في شهر سبتمبر القادم.
وفي هذا السياق، صرح إيدي تشيونغ، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في "كريدي أجريكول"، قائلاً: "قد يسود الحذر في الأسواق مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، ولكن التركيز الأساسي ينصب على بيانات التضخم المنتظرة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل. هذا الحدث يمثل الخطر الأكبر على سيناريو ضعف الدولار الذي دعم مكاسب عملات الأسواق الناشئة".
تجدر الإشارة إلى أن هذا التماسك والاستقرار قد جاء بعد فترة من الارتفاع القوي الذي شهدته أصول الأسواق الناشئة منذ بداية العام الحالي، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد الشكوك بشأن السياسات الاقتصادية الأمريكية.
وإلى جانب ذلك، سجل مؤشر بلومبرغ لأسهم الأسواق الناشئة ارتفاعًا بنسبة 15% منذ بداية عام 2025، متفوقًا بذلك على مكاسب أسهم الأسواق المتقدمة التي بلغت 11%. كما ارتفع مؤشر MSCI لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 6.4%، مدعومًا بالأداء القوي لعملات أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية.
وعلى الرغم من ذلك، يتوقع المتداولون استمرار موجة الصعود، حيث من المتوقع أن تدعم الجهود المتجددة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا مكاسب أسواق أوروبا الشرقية، في حين أن المؤشرات التي تدل على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتصاعد التوقعات بتيسير السياسة النقدية تزيد من الضغوط على الدولار.
وفي الختام، صرح لويد تشان، الاستراتيجي لدى مصرف "إم يو إف جي بنك"، قائلاً: "لا نزال نتوقع ضعفًا هيكليًا للدولار على المدى المتوسط. كما أن تسعير السوق لخفض قدره 130 نقطة أساس في الفائدة الأمريكية حتى نهاية عام 2026 قد يوفر دفعة إضافية لأسهم وعملات العديد من الأسواق الناشئة".