انتقال عبء الرسوم الجمركية الأمريكية- المستهلك يتحمل النصيب الأكبر قريباً

أظهرت دراسة حديثة أعدها "جولدمان ساكس" أن الشركات الأمريكية قد استوعبت القدر الأكبر من الأعباء المالية الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن كفة الميزان ستتحول تدريجياً نحو المستهلكين، الذين سيضطرون لتحمل حصة متزايدة من هذه التكاليف.
أوضح محللو البنك، وعلى رأسهم يان هاتسيوس، في تقرير مفصل أن المستهلكين في الولايات المتحدة قد تحملوا بالفعل ما يقارب 22% من التكاليف المترتبة على الرسوم الجمركية حتى شهر يونيو الماضي. وأشاروا إلى أنه في حال استمرار العمل بالرسوم التي تم فرضها مؤخراً بنفس الوتيرة، فإن هذه النسبة مرشحة للارتفاع بصورة ملحوظة لتصل إلى حوالي 67%.
في المقابل، تحملت الشركات الأمريكية ما يقرب من 64% من تكاليف الرسوم الجمركية حتى الآن. غير أن هذه النسبة من المتوقع أن تشهد انخفاضاً حاداً لتصل إلى أقل من 10% فقط.
توقعات بتصاعد معدلات التضخم في الولايات المتحدة
تجدر الإشارة إلى أن تأثير الرسوم الجمركية يختلف من شركة إلى أخرى. ففي حين تحملت بعض الشركات جزءاً كبيراً من هذه الأعباء، تمكنت شركات الإنتاج المحلية، التي تتمتع بحماية من المنافسة الخارجية، من رفع أسعار منتجاتها وتحقيق أرباح إضافية.
وتشير التقديرات إلى أن شركات التصدير الأجنبية قد تحملت نحو 14% من التكاليف الناجمة عن الرسوم الجمركية حتى شهر يونيو. ومع ذلك، يُرجح أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25%.
ويمكن تلمس تأثير الرسوم الجمركية على المصدرين الأجانب من خلال الانخفاض الطفيف في أسعار واردات السلع والبضائع الخاضعة لهذه الرسوم.
وبناءً على ما سبق، فإن النتيجة النهائية ستكون ارتفاعاً في معدلات التضخم خلال الفترة المتبقية من العام الجاري. ويتوقع "جولدمان ساكس" أن يصل مؤشر إنفاق الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى مستوى 3.2% بحلول شهر ديسمبر، وذلك بافتراض أن معدل التضخم الأساسي، باستثناء تأثير الرسوم الجمركية، سيصل إلى 2.4%.