الأسهم الآسيوية- تفاؤل حذر وسط تقلبات السوق ونمو متباطئ

作者:ترجمة: جنى الدهيشي2025年08月22日
الأسهم الآسيوية- تفاؤل حذر وسط تقلبات السوق ونمو متباطئ

على الرغم من وجود إشارات مقلقة بشأن النزاعات التجارية في الفترة الأخيرة، فإن الأسواق الآسيوية أظهرت أداءً مُشجعًا وملفتًا للنظر، مما أثار موجة من التفاؤل بين أوساط المحللين الذين يراقبون عن كثب أداء الأسهم.

أفاد توماس بولاويك، رئيس قسم حلول استثمارات الأصول المتنوعة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة "تي. رو برايس" في سنغافورة، لصحيفة "نيكي آسيا" بأن تقييمات الأسهم في الأسواق قد "عادت لتعكس توقعات إيجابية ومبهجة إلى حد بعيد، على الرغم من استمرار وجود مخاطر سلبية كامنة".

ومع ذلك، يرى بولاويك أن هذا التفاؤل لا يمنع من توخي الحيطة والحذر خوفًا من "الإخفاق في تحقيق الآمال المعلقة"، معربًا عن حذره بشأن هذه الأسهم "نظرًا لارتفاع التقييمات واحتمال التباطؤ الاقتصادي وتراجع نمو الأرباح"، وهو بذلك يتبنى موقفًا حياديًا فيما يتعلق بالأسهم الآسيوية.

في السياق ذاته، يحذر بعض الاقتصاديين من أن عمليات التصدير المسبق قد ساهمت في دعم صادرات آسيا، ولكن هذا الدعم قد يفقد زخمه وقوته مع تباطؤ حركة التجارة نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

تشهد الأسواق الآسيوية انتعاشًا قويًا و ملحوظًا مدعومًا بالحوافز المالية والتسهيلات في السياسة النقدية التي تتبناها معظم الدول، بالإضافة إلى الحماس الكبير الذي يبديه المستثمرون تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

الأسهم الآسيوية تتصدر قائمة الارتفاعات

أشارت "نيكي آسيا" إلى أن المؤشر الكوري الجنوبي "كوسبي" قد ارتفع بنسبة تقارب 28% منذ إعلان ترمب عن أول دفعة من الرسوم الجمركية "المتبادلة" في شهر أبريل الماضي، بينما حل المؤشر الفيتنامي "في إن" في المرتبة الثانية بارتفاع وصل إلى حوالي 18%.

أما مؤشر "جيه. إس. إكس" المركب في إندونيسيا، فقد جاء في المركز الثالث بنسبة ارتفاع تقدر بنحو 17%، وذلك وفقًا لبيانات شركة "كويك" التابعة لـ "نيكي آسيا".

وبعيدًا عن القارة الآسيوية، سجل مؤشر "إس آند بي 500" ارتفاعًا بنحو 13% خلال الفترة نفسها، محققًا بذلك خامس إغلاق قياسي له على التوالي يوم الجمعة الماضي.

على الرغم من التفاؤل الذي يسود الأجواء، تشهد أسواق السندات تراجعًا ملحوظًا بسبب المخاوف المتعلقة بالاستقرار المالي. فقد وصل عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ 17 عامًا يوم الأربعاء، وسط توقعات بأن تتجه البلاد نحو سياسة توسعية بعد خسارة الائتلاف الحاكم في انتخابات مجلس المستشارين.

ومن المتعارف عليه أن عوائد السندات تتحرك في اتجاه معاكس لأسعارها.

الأسهم التي تعتمد على الطلب المحلي تحظى بالأولوية

أصدرت شركة "بي. إن. بي باريبا" للأوراق المالية تقريرًا في الأسبوع الماضي، ذكرت فيه أن الأسواق "قد تستهين بمدى تأثير التوترات التجارية المتزايدة وأضرارها على صادرات المنطقة الآسيوية، سواء على مستوى الدول أو الشركات".

وأكد التقرير على أن الشركة تفضل الأسهم الصينية والهندية، التي تعتمد بشكل أكبر على الطلب والاستهلاك المحلي، على نظيراتها اليابانية والكورية الجنوبية والتايوانية.

في المقابل، أظهر استطلاع شهري نشره "بنك أوف أمريكا" في 15 يوليو الجاري، وشمل نحو 100 مدير صندوق استثمار في آسيا، أن مخاوف المستثمرين بشأن الحرب التجارية الأمريكية "تتلاشى وتتضاءل بوتيرة سريعة".

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 7 من بين كل 10 مشاركين يرون أن التأثير المحتمل في الاقتصادات والأسواق الآسيوية "سلبي بشكل طفيف"، وتعتبر هذه القراءة الأكثر تفاؤلًا منذ شهر ديسمبر الماضي.

يرى وي خون تشونج، كبير استراتيجيي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك "بي. إن. واي" في هونج كونج، أن الأسهم الآسيوية "تشهد نشاطًا مفرطًا وتجاوزًا للحدود المعقولة"، حيث دخلت مؤشرات رئيسية في كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين "منطقة التشبع الشرائي من الناحية الفنية".

ويوضح تشونج أن "الأسهم الآسيوية قد أظهرت أداءً قويًا ومتميزًا، مدعومة بالتقدم المحرز في مفاوضات الرسوم، ومن المرجح أن يستمر هذا الزخم الإيجابي على الرغم من وجود بعض المخاطر المحتملة".

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض المستثمرين أن أي توترات ناتجة عن الرسوم الجمركية ستكون مؤقتة وعابرة. وقد بدأ المستثمرون الأجانب في العودة تدريجيًا إلى الأسواق الآسيوية بعد فترة من الخروج الكبير في الربع الأول.